الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية نورالدين بن نتيشة: المنصف المرزوقي حجر عثرة أمام مقاومة الإرهاب

نشر في  28 ماي 2014  (10:52)

 «نداء تونس هو طفلنا الذي كبر بيننا ولن نفرّط فيه»

تحول في الآونة الأخيرة الحديث عن الخلافات والانقاسامات داخل حزب نداء تونس، الى مادة دسمة بالنسبة الى معظم وسائل الاعلام، حيث كثر الحديث عمّا يعيشه حزب الباجي قائد السبسي من تذبذب ومعارك، ولعل ما أجج فتيل هذه الأخبار هو اسقاط قانون العزل السياسي وبالتالي عودة التجمعيين الى الواجهة السياسية، حيث تسرب مؤخرا حديث حول وجود حلفين داخل هذا الحزب حلف أوّل يضم التجمعيين والدساترة ويقوده حافظ قائد السبسي نجل رئيس الحزب الباجي قائد السبسي وحلف ثان ويضم يساريين ونقابيين، ولعل التصريحات الاخيرة لقيادات هذه الحركة وتباين فحواها وتناقضها، دفع بالبعض الى ترويج اخبار حول استقالات وانقسامات.. ومن بين التصريحات التي أثارت الرأي العام هي التي جاءت على لسان القيادي نور الدين بن تيشة وحديثه عن وقوف أموال سياسية قذرة ومشبوهة وراء هذه الخلافات .. تصريحات لم تنل رضا «الزعيم» السبسي كما يحلو لقيادات الحزب تسميته، ولم يخف امتعاضه منها ... قصد فهم حقيقة الوضع داخل حزب نداء تونس وحقيقة الخلافات وما يحصل في الكواليس... كان لنا حوار مطول مع الاعلامي والقيادي في حزب نداء تونس نور الدين بن تيشة الذي أماط اللثام عن بعض نقاط الاستفهام ...


كثر الحديث في الآونة الاخيرة عن انقسامات وانشقاقات داخل حزب نداء تونس، فما الذي يحدث بالتحديد داخل كواليس حزبكم؟
لم يعد بامكاننا اليوم الحديث عن كواليس والشعب التونسي بات يعلم ماذا يحدث داخل الحزب من بعض الخلافات، لكن ما اريد تأكيده هو أن ما يحدث داخل الحركة أمر ايجابي للغاية وهو خير دليل على ان هذا الحزب ليس ملكا لمناضليه وقياداته بل للشعب التونسي بأسره وبالتالي من الطبيعي ان يصبح الشغل الشاغل لأنه يمثل الأمل وقارب النجاة من اجل عدم العودة بتونس الى قرون مضت ومن اجل البناء الديمقراطي...
يبدو ان لهجة خطاباتك تغيرت، مقارنة بالتصريحات السابقة، حيث بتّ تتحدث بايجابية كبيرة عن الحزب؟
اطلاقا فهذا هو خطابي الذي طالما رددته وآمنت به.
 لكن الانقاسمات التي يشهدها الحزب والاختلافات بين اليساريين والنقابيين وبين التجمعيين، ظاهرة للعيان ولا يمكن حجبها؟
هذا غير صحيح، والحركة لا تضم هذه المجموعات بل هي متكونة من مواطنيين تونسيين صدموا من نتائج انتخابات 23 أكتوبر، وهي مجموعات وسطية تقدمية اختارت التوّحد في اطار حزب سياسي، ووجود اربعة انفار داخل الحزب تريد ان تحيد به عن توجهه الاساسي لا يعني أن الحزب منقسم، والاكيد ان هذه الفئة البسيطة ستجد من يتصدى اليها.
 ماذا لو تسمي الاشياء بمسمياتها؟
لا يمكنني ذكر الاسماء، لكن ما يمكنني قوله هو وجود اشخاص لها تجارب سابقة، التحقت بصفوف نداء تونس دون أن تنزع جبّة الماضي، وهنا لا اقصد كل التجمعيين بل بعض الانفار الذين كانوا في قيادة التجمّع وتعودوا على المناشدة وعلى سلوكات معينة والولاء للفرد وهؤلاء يسعون الى اعادة نفس السلوكات، لكننا تصدينا لهم لان حزب نداء تونس يضم في صفوفه أناس همهم الوحيد خدمة مصلحة الوطن والحزب قبل مصلحة الاشخاص والولاء لهم.
بمعنى لا ولاء للباجي قائد السبسي؟
 الولاء للوطن ونحن كلنا ولاء للباجي قائد السبسي لانه يغلّب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية.
ولكن رئيس الحزب عبّر عن استنكاره لتصريحاتك الأخيرة حول وقوف المال السياسي الفاسد والمشبوه وراء الخلافات داخل الحزب ؟ له كل الحق في التعبير عن امتعاضه من تصريحاتي، وهذا لا يزعجني، لكني اريد التأكيد ان المال السياسي الذي تحدث عنه المقصود منه المال الذي يموّل بعض الصحف الصفراء وبعض الصحفيين المأجورين الذين يسعون الى ترويج الدسائس وتشويه بعض اعضاء النداء .
هل توجه أصابع الاتهام الى رجل الاعمال شفيق جراية ؟
 دون تعليق..
 شنّ مؤخرا بعض أعضاء الحركة حملة ضدّ حافظ قائد السبسي وانت من بينهم خاصة في ما يتعلق بتعيينه على رأس الادارة المكلفة بمتابعة الجوانب الادارية والتنظيمية للهياكل؟
 أولا انا ناقشت المبدأ فقط أي انني لم انتقد شخص حافظ السبسي فقد اكدت ان حركة نداء تونس اتسعت وصار فيها هيئات مختلفة وجرت العادة أن تتخذ جل المواقف والتعيينات بعد التوافق العريض بين الفاعلين وقياداتها وبالتشاور مع رئيس الحركة، وبخصوص تعيين حافظ فانا قلت انه لا يحق للهيئة التأسيسية لنداء تونس اتخاذ قرار تعيينه على رأس الادارة المكلفة بمتابعة الجوانب الادارية والتنظيمة للهياكل الجهوية للحزب، وذلك لعدم أهلية الهيئة التأسيسية لإتخاذ مثل هذه القرارات التي من المفروض أن تتخذ بعد حوارات معمقة من اجل توزيع الصلاحيات ومنح كل قيادي المسؤوليات القادر على تنفيذها .. لأنه اذا منحنا اي قيادي مهمة وقام بتوظيفها لصالح شخصه فقد خان امانة الحزب ورئيسه.
 نشعر بوجود خوف من تغوّل حافظ قائد السبسي على الحزب وخاصة من ترشحه للرئاسة ؟
المسألة لا تتعلق بشخص حافظ، فمن غير المسموح لأي شخص ان يحاول التغوّل على الحزب فلكل شخص صلاحيات ومهام ولا يجب ان يتجاوزها.
 نستخلص من مجمل حديثنا معك ان كل ما يروّج عن نداء تونس مجرد شائعات وان الحركة على احسن ما يرام؟
انا لم انكر وجود خلافات، لكنها خلافات من اجل النهوض والتطور، لكن ما اؤكده ان الحركة لن تنقسم وستعود بأكثر قوة وكالبنيان المرصوص.
من يقف وراء ترويج خبر استقالتك مع 6 أعضاء آخرين من نداء تونس؟
شخصيا أتأسف جدا لان المشهد الاعلامي التونسي لا يخضع الى مراقبة من قبل جمعية مديري الصحف والنقابة الوطنية للصحفيين ولا من قبل الدولة، لأن العديد من المواقع والصحف اختصت في ابتزاز رجال الاعمال وتشويه السياسيين وهؤلاء يرتعون دون حسيب او رقيب او عقاب وهو ما جعل المشهد ملوثا ... عموما انا لن انسحب من نداء تونس كما هو شأن بقية الاعضاء لان الحركة جزء منا ومن كياننا، هي طفلنا الذي بذلنا الجهد والوقت لنراه يكبر امام اعيننا ومن الصعب اليوم التفريط فيه لان في انسحابنا خيانة للمشروع الذي يمثل الحلم بالنسبة للشعب التونسي.
في الوقت الذي يؤكد فيه لزهر العكرمي أن انعقاد المؤتمر التأسيسي لحركة نداء سيكون يوم 15 جوان تنفي أطراف أخرى هذه المعلومة فهل من توضيح ؟
هناك لجنة ستنظر في امكانية اجرائه يوم 15 جوان، من الناحية القانونية والمالية واللوجستية لان عقد مؤتمر لحزب في حجم نداء تونس ليس بالأمر الهيّن، اما من الناحية السياسية فهناك اختلاف في الرأي وستفصل هياكل الحركة في الموضوع رغم ان الموضوع قد حسم في وقت سابق، ففي المجلس الوطني الأخير طالب 7 أعضاء من مجموع 450 عضوا اجراء المؤتمر قبل الاستحقاقات الانتخابية والبقية طالبوا بعقده بعد الانتخابات، وبالتالي حسم الأمر، في المقابل طرح بعض الاعضاء الموضوع من جديد، من جهتي اعتقد انه من الصعب جدا ان لم أقل من المستحيل عقد مؤتمر في غضون 15 يوم من الآن.
نور الدين بن تيشة قيادي دون منصب في حزب نداء تونس، لماذا؟
ليست المناصب من تصنع الرجال، وشخصيا اؤمن ان الوطن قبل الحزب والحزب قبل الأفراد، ولا اعتقد ان الحصول على منصب يكون باللهث وراءه، وانا لم اسع يوما وراء المناصب لانها لا تعنيني.
تتحدث عديد الأطراف عن صلح وأن النهضة والنداء في «صحفة العسل»، فماذا تقول؟
العلاقة بين النهضة والنداء واضحة جدا، فالمشروع المجتمعي بين نداء تونس وحلفائها والنهضة وحلفائها متناقض تماما، وبالتالي لا يمكن ان يكون هناك تحالف بين هذين الحزبين وعموما استحضر هنا مقولة «اللهم احفظنا من هذا الحب القاتل».
حمادي الجبالي قال: «الغام السبسي أخطر من ألغام بن علي»، فبماذا تجيبه؟
اعتقد ان الجبالي هو المختص في زراعة الألغام، أما نحن في نداء تونس فلا نفهم لغة الالغام وهذا الاختصاص لا يهمنا..
 كيف تقيّم أكثر من مائة يوم من عمل الحكومة الجديدة ؟
 هناك جوانب ايجابية اهمها انها قامت بخطوات جيدة من اجل اعادة هيبة الدولة وثقة المواطن في دولته وفي الادارة التونسية كما قامت الحكومة بخطوات مهمة في اعادة النظر في التعيينات الحزبية ...اما عن سلبياتها فهي حسب رأيي البطء الشديد في التعامل مع بعض الملفات اضافة الى محاولتها ادخال تغييرات عميقة في الاقتصاد التونسي دون تفكير ومن بين السلبيات الاخرى اذكر اصرار المهدي جمعة على المحافظة على بعض المستشارين التابعين لحكومة الترويكا الفاشلة واذكر منهم نجم الدين الحمروني والحبيب الكشو
 دافعت بشراسة عن آمال كربول بل أكدت ان من يهاجمها «قتلتهم الغيرة» فما الذي دفعك لتكون لسان دفاع عن كربول؟
 اولا انا لا اعرف هذه الوزيرة، لكني دافعت عنها يوم جلسة الاستماع لتنصيب الحكومة وحين هاجمتها بعض الاصوات من داخل المجلس بتعلة زيارتها لاسرائيل، قلت حينها ان هذه النقطة ليست هي الاساس ولا تمثل قضية رأي عام، مع العلم اني لم ادافع عن شخصها بل لاعتباري ان البعض يخرج مسرحيات غير مضحكة في الوقت الذي نطالب فيه الطبقة السياسية بأن ترتقي بافكارها وتخرج تونس من أزمتها... من جهة اخرى اعتبر ان كربول قامت بمهامها على احسن وجه مقارنة ببقية الوزراء وارى انها نجحت في «تثوير » العمل الحكومي ورغم كل هذا اؤكد لكم أنه إذا جاء اليوم الذي ستخطئ فيه كربول سأقف ضدّها.
 لكن كربول خلقت أزمة بخصوص القضية الفلسطينية وذلك بسماحها لاسرائليين بدخول التراب التونسي؟
 يكمن السبب في ان بعض الاصوات تستغل ان التلفزة الوطنية مجبرة على تمرير اعمال المجلس التأسيسي مباشرة، وبالتالي استغلوا هذا الحادث للركوب عليه، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات وهؤلاء يواصلون مهمتهم وهي الحاق الضرر بتونس وصورتها ..اما بخصوص القضية الفلسطينية فلا تحمل المزايدة لان الشعب التونسي يتبنى هذه القضية منذ سنوات ونحن ضدّ التطبيع ونساند الشعب الفلسطيني.
كيف ترى موجة الزيادات في المواد الاساسية التي من المنتظر ان تقرها الحكومة، وهل توافق من يقول ان هذه الموجة قد تؤدي الى انتفاضة ثانية؟
 لقد باتت بوادر الازمة واضحة، ونحن نعتبر ان الحكومة اخطأت الهدف حتى في طريقة ادارة الحوار الاقتصادي، فهذا الحوار لا يمكن ان يعالج كل الملفات، بل من الضروري تحديد الاولويات والاقتراب من الواقع .. وما يمكنني قوله ان الشعب اذا هو جاع سينتفض مرة أخرى ... نحن قلنا للحكومة يجب ايجاد اجراءات مستعجلة ولم نقل لها اثقل أن كاهل الزوالي وبالتالي الحكومة اخطأت التوجه و«ان شاء الله يرجعلهم شاهد العقل».. في المقابل اعتقد ان هناك اجراءات وحلول بامكان الحكومة تنفيذها دون ان تضر بمصلحة المواطن الا وهي اصلاح المنظومة البنكية.
الوضع في ليبيا، كيف تقيّمه؟
نحن نعتبر ان العمل الذي تقوم به القوات المسلحة الليبية ووزارة الداخلية الليبية من اجل انقاذ ليبيا من الخطر الارهابي عمل وطني سيذكره التاريخ.
الا ترى فيه عملية انقلابية كما هو شأن بعض السياسيين ؟
المنقلبون هم من استغلوا شرعيتهم لفترة معينة ليؤبدوها ... وفي ليبيا انتهت الشرعية منذ 3 أشهر وفي تونس منذ أكثر من سنة ونصف ولازال هؤلاء يتشدقون بالشرعية هؤلاء هم الانقلابيون الحقيقيون على ارادة الشعب.
في كلمة ماذا تقول عن : قانون 52 من سنة 1992 والمتعلق بالزطلة ومطالبة بعض الاطراف بتنقيح هذا القانون؟
من الضروري اعادة النظر في هذا القانون لأني عشت اياما في  السجن، هذا القانون حطم حياة ومستقبل المئات من الشباب والطلبة والتلاميذ.
 من هي الاصوات الناعقة في المجلس التأسيسي اليوم؟
اغلب الذين وجدوا فيه بالصدفة ...
الورقة الحمراء في وجه من ترفعها من السياسيين؟
 في وجه المنصف المرزوقي ، لأنني اعتبره حجر عثرة أمام مقاومة الارهاب.

حاورته: سناء الماجري